يمنيٌّ ، قدِم إلى السعودية شابًّا فتيًّا ، طالبًاللرزق في بلاد الغربة .. قضى أكثر من خمسة عشر عامًا في أعمالٍ شاقّةٍ ، كان لايهدأ ، ولا يكلّ من العمل ليلاً أو نهارًا ..
استطاع توفير مبلغ (لا بأس به) .. فاشترى سيارة (جيبلاندروفر) ، ومضى إلى بلده ، ليتزوّج .
عاد وبرفقته زوجته ، وأكملَ خمسة عشر عامًا أخرى في الكدّ، والعمل ، والتعب ؛ ليفي بمتطلّباتِ أسرته ، وتعليم أبنائه (بنت وثلاثة أولاد) .
عنَّ له ذات يومٍ أن يقومبزيارةٍ إلى (مسقط) رأسه بصحبة زوجته وأولاده . ولطالما حدّثهم عن قريته ، وأنهاتقع في قمّة أحد الجبال الشامخة في (تعز) ..
بعد أن جمعوا ما تيسّر من (العفش) والهدايا انطلقت بهمالسيارة .. وبدأت الرحلة إلى (بلده المحبوب) ..
استمرّت الرحلة على ما يرام .. حتى وصلوا إلى مقربة منالقرية (سفح الجبل الشاهق) ، وكان الطريق ترابيًّا ضيّقًا .. وبالكاد استطاع أنيوقف السيارة على حافّة الطريق من جهة المنحدر الجبلي ...
كان حديث عهد بمرض (السكّر) وعادةً ما يقضي حاجته في فترات متقاربة ..
أوقف صاحبنا سيارته ليقضي حاجته .. ولأن الأمر بتلكالسهولة والسرعة ، فقد اكتفى بشدّ (الجلنط)
وترك السيّارة (تعمل) ...
توارى خلف صخرة ، وقبل أن يقضي حاجته سمع صوتًا ، فرأىالسيارة تهوي بزوجته ، وبأولاده ...
(( سأكمل القصة ، لكن بعد أن أجد مَن يصِفُ لي موقف هذا الرجل ... وصفًا أدبيًّا يجسّدمشاعره ، ويرسم صورة حقيقية لانفعالاته النفسية))