بسم الله الرحمن الرحيم
صاعقة أبكتني
قلب حنون ....وبسمة رقيقة .....ونسمة عليلة ....كانت في حياتي ....
كم رأيت ....في أعينها أرق القلوب وأعذب الألحان ....
كم استفدت ...من نصائحها واستمتعت بحديثها وكأنه السكر .........
كم قصرت في حقها ورجعت عن ذلك ....
فهي السعادة في المنزل .....وهي البسمة على الشفاه .....وهي القلب الدافيء لكل متألم..
حبا ..قد تملك خافقي ...
ولحنا ....قد كتب بأحرف من ذهب وياقوت ........
وعطرا ....قد فاح عبيره الى الأزل .......
صوتها .....أحيا وجداني ....
وبسمتها ....أشفت ألم قلبي .....
وريحها .....ما أطيبها من ريح .....ريح العود والعنبر .....
كانت ضوءا أنار لي الطريق ....وطوق نجاة لكل غريق ....وبلسما شافي لكل أريق ....
ربيعا ....تفتحت فيه الورود...
ورونقا ....يزداد جمالا في الوجود ...
وصوتا ....سيظل يرن في مسمعي حتى الخلود ....
آآآآه جدتي ..... آآآه ثم آآآه ....لن تكفيني آهات العالم ...عن سرد ما أشعر به في داخلي...
رحلتي جدتي ....والى الأبد ....
رحلتي .....وأخذتي قلبا كان متعلقا بك وسيظل طول الأمد .....
رحلتي ...وكان رحيلك أمر من العلقم وأصعب ما قد مر لي في حياتي ....
آه ما أصعب لحظة وداعك ؟؟!
فقد كنت أجمل ما في الحياة .....لكن ؟؟! ...للأسف لم أكتشف ذلك الا بعد فراقك ....
لم أتصور أنني في يوم من الأيام سأفقدك ....
كم وكم تكاسلت لزيارتك ....واختلقت الأعذار لذلك ...لم أظن أنني لن أراك مجددا ....
كم وكم قصرت في حقك وتناسيت قدرك ....
مع رحيلك .....ذبلت كل ورودي وأزهاري ....
مع رحيلك .... فقدت أحلى آمالي ....
مع رحيلك ....تحول ربيعي الى شتاء ...
مع رحيلك ....تألمت كل جوارحي وتساقطت أدمعي ...
كانت وفاتك صاعقة أبكتني وأدمت وجداني ...وشعرت حينها أنني لا أسوى شيئا من دونك ...
بعد رحيلك ....انطفأت شموعي وأصبح المنزل يسمع في جدرانه أصوات الرياح ...وامتلأ بالحزن
والفراغ ....
ومن شوقي لك ....أصبحت أراك أينما ذهبت وفي كل مكان كنت أجدك فيه ....
سامحيني جدتي ....فأنا لم أشعر بعظم قدرك الا بعدما فقدتك .....
لكن ؟؟!
بعد كل هذه المشاعر ....لن أنسى أنني باذن الله سوف أراك في أفضل مكان....ولن أنسى
احساسك الدائم بألم كل منا ودعائك له ...ز
سأظل جدتي ....دوما أذكرك على خير وأدعو لك بالرحمة والغفران ....وأن تكوني في أحسن
الجنان .... وسأصبر على فراقك ....لأنك لطالما وصيتنا بذلك .....
" شكرا لك جدتي ...ز ولن أنساك ما حييت "